تقع المدينة المنورة أو مدينة رسول الله -عليه الصلاة والسلام- في غرب المملكة العربية السعودية في منطقة الحجاز، وتبعد ما يُقارب 160 كيلومترًا عن البحر الأحمر، وتُعد المدينة المنورة ثاني أقدس مدينة في الإسلام بعد مكة المكرمة؛ حيث قام النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- في نشر الدعوة الإسلامية، وتأسيس الدولة الإسلامية بها، وقد دُفن عليه الصلاة والسلام بها.[١]


تاريخ تأسيس المدينة المنورة

يعود تاريخ تأسيس المدينة المنورة لطوفان نوح -عليه السلام-، حيث أغرق الله تعالى من طغى من قوم نوح، ومرت عشرات السنين قبل أن تُسكن المدينة المنورة من جديد، وذلك على النحو الآتي:[٢]

  • بعد مرور عشرات السنوات على الطوفان نزل يثرب بن عوض بن آدم بن سام بن نوح في المدينة المنورة.
  • استقر العمالقة في المدينة المنورة مع ملكهم الأرقم؛ الذي سكن ما بين فدك وتيماء، وقد استكبروا واستبدوا حتى جاءهم النبي موسى -عليه السلام-. 
  • عاش اليهود في بعض الأماكن بالحجاز، وكانت حينها مليئة بالخيرات، والجنان، وما أنعم الله عليهم بالماء والأشجار والمزروعات، ومن أشهر قبائل اليهود التي عاشت في المدينة المنورة بني أنيف، وبني ناغصة، وبني القصيص. 
  • دخل الرسول محمد -عليه الصلاة والسلام- المدينة المنورة في العام 622 م، وعندها بدأ التاريخ الهجري والإسلامي في الانتشار حول العالم.


الحضارات التاريخية في المدينة المنورة

كانت المدينة المنورة عاصمة الإسلام الأولى، وقد مرّت عليها الكثير من الحضارات، وهي:[٣]

  • العهد النبوي: حيث قام الرسول محمد -عليه الصلاة والسلام- بالصلح بين الأوس والخزرج، وبين المهاجرين والأنصار، وتم تأسيس أول دولة قائمة على الشورى، وقام ببناء المسجد النبوي. 
  • عهد الراشدين: تمت توسعة المسجد النبوي، وبقيت المدينة المنورة عاصمة الدولة الإسلامية حتى مقتل عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وفي عهد علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- انتقلت العاصمة للكوفة.
  • العهد الأموي: اهتم الأمويون كثيرًا في المدينة المنورة، وتولى إمارتها مروان بن الحكم، وسعيد ابن العاص، وعمر بن عبد العزيز وغيرهم الكثير من العظماء، وفي عهد مروان بن محمد تمت توسعة عمارة المدينة وإنشاء القصور، وتصميم الحدائق، واتصال السهول ببعضها. 
  • العهد العباسي: استمر العباسيون في توسعة وتطوير المسجد النبوي، وفي عهد الناصر صلاح الدين الأيوبي تمت إضافة قبة الصحن؛ لحفظ التحف، والذخائر، والهدايا، وتعرض للحرق وأمر الخليفة المستعصم بالله بإعادة بنائه.
  • العهد العثماني: أظهر العثمانيون اهتمامًا كبيرًا في الحرمين، وقاموا بإضافة أقسام جديدة للمسجد النبوي؛ المئذنة المجيدية، والكتابات، والنقوش، والنوافذ النحاسية والحديدية، وغيرها.


مكانة المدينة المنورة التاريخية والدينية

تتمتع المدينة المنورة بمكانة تاريخية ودينية عظيمة؛ ذلك لما بها من فضائل، وهي:[٤][٥]

  • كانت من أحب البقاع للنبي محمد -عليه الصلاة والسلام- من بعد مكة المكرمة.
  • تنفي المدينة المنورة خبث الرجال، ويحل الهلاك على كل من أراد بها سوءًا. 
  • دعا الرسول -عليه الصلاة والسلام- بحفظ أهلها ومن يسكنها، ودعا لها بالبركة، وبنقل الوباء عنها.
  • أحب الرسول -عليه الصلاة والسلام- المدينة المنورة بشدة، حتى أنه استشفى بترابها.
  • يوجد بها المسجد النبوي الذي له الكثير من الأفضال؛ حيث به روضة من رياض الجنة، وبه منبر الرسول -عليه الصلاة والسلام-.
  • يشفع النبي -عليه الصلاة والسلام-، ويشهد لمن يُقيم بها، ولمن يموت فيها.
  • يتضاعف ثواب العمل الصالح في المدينة المنورة.


الأسماء التي عرفت بها المدينة المنورة

تُعد المدينة المنور من المدن القديمة، وعُرفت بالعديد من الأسماء لما شهدته من جاليات مختلفة ومتنوعة فيها، وقيل أنها قد سُميت المدينة المنورة لنزول الرسول -عليه الصلاة والسلام- بها، وهو اختصار لاسم مدينة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ومن الأسماء الأخرى التي عُرفت بها المدينة المنورة على مرّ التاريخ ما يلي:[٦]

  • يثرب؛ نسبةً ليثرب بن قانيه -أول من سكن بها-، وقيل نسبة لاسم العماليق الذين سكنوا بها بعد نوح -عليه السلام-، كما قيل إنها مأخوذة من التثريب وهي المؤاخذة بالذنب. 
  • قرية تأكل القرى؛ لأنها مركز جيوش الإسلام ومنها فتحت القرى. 
  • طيبة؛ لأنها طيبة وتنفي الخبث. 
  • طابة؛ مأخوذ من الرائحة الحسنة والطُهر.
  • الدار؛ لأمنها وشدة الاستقرار بها.
  • أطلق عليها العديد من الأسماء الأخرى، ومن أشهرها؛ المختارة، والمحرمة، والقاصمة، وطبابة، والمحفوظة، والمقدسة، ومدخل صدق. 

المراجع

  1. John Bagot Glubb, "Medina", britannica, Retrieved 11/8/2021. Edited.
  2. عبدالسلام هاشم حافظ، المدينة المنورة في التاريخ، صفحة 27- 32. بتصرّف.
  3. مصطفى الخطيب (18/6/2017)، "تاريخ المدينة المنورة"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 11/8/2021. بتصرّف.
  4. محمد بن الحسن ابن زبالة، أخبار المدينة، صفحة 193- 200. بتصرّف.
  5. عبد الرحمن عبد الحميد البر، التحفة الزكية في فضائل المدينة النبوية، صفحة 8. بتصرّف.
  6. جاسم محمد راشد العيساوي، الوثيقة النبوية والأحكام الشرعية المستفادة منها، صفحة 13-15. بتصرّف.